الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة فيروس السينما مقابل فيروس كورونا المستجد، من سينتصر؟ بقلم نورس الرويسي

نشر في  29 مارس 2020  (23:39)

بقلم نورس الرويسي

مبرمجة سينمائية وباحثة في مجال السياسات الثقافية والادارة الثقافية

من كان يتوقع ان تحمل سنة 2020 مفاجأة هذا الفيروس الذي سبق أن تنبأت أفلام وسيناريوهات بتفاصيل شبيهة بما نعيشه اليوم. هذا الفيروس الذي فرض علينا الحجر الصحي والتباعد الاجتماعي تسبب في غلق الآلاف من قاعات السينما في جميع بقاع العالم.

وضعت احدى قاعات السينما لافتة على واجهتها تقول فيها ''أغلقت قاعات السينما حتى لا تبدو الحياة الحقيقية و كأنها فيلم". السينما التي لا يكتمل سحرها إلا بمشاهدتها على شاشة كبيرة وسط جمع من البشر. هذه القاعة التي رغم امتلائها بالجماهير الا أنه مع انطفاء أنوارها عند بداية الفيلم تصبح أفضل مكان للعزلة حيت يكون الفرد مع الآخرين وبعيداً عنهم في الوقت ذاته. كما فعلت العديد من المكتبات، المتاحف، مراكز البحث و غيرها من المبادرات، كانت السينما في الموعد حتى تساعد في احتواء هذا الفيروس اللعين و تُسهّل أكثر عملية الحجر الصحي.

أطلق العديد من محبي السينما حول العالم حملات على وسائل التواصل الاجتماعي لإعادة مشاهدة التحف السينمائية التي طبعت ذاكرتنا. كما أتاح العديد من المخرجين والمنتجين، والمهرجانات أيضا أفلاهم مجانا على منصات الكترونية حتى يتمكن الناس من مشاهدتها في بيوتهم. أفلام لم يسبق أن عُرضت في قاعات السينما في بلدك، أفلاما يمكن أن تكون قد فاتتك فرصة مشاهدتها، أفلام مُنعت من العرض في بلد ما، أفلام قديمة تم ترميمها، أو أفلام لم تكن موجودة على الانترنت من قبل.

اختارت مهرجانات سينمائية كبرى تأجيل موعد انعقادها على غرار مهرجان كان السينمائي بفرنسا. في المقابل تحولت مهرجانات سينمائية محلية واقليمية وعالمية الى مهرجانات سينمائية رقمية اجتهدت حتى تحافظ على شكلها وواصلت برمجتها مُوفرة لجمهورها امكانية متابعة فعاليات مهرجاناتها من البيت.

أذكر على سبيل المثال في تونس، مهرجان "قابس سينما فن" الذي سيقام من 03 إلى 11 أفريل 2020 والذي دعا جمهوره الى مشاهدة الافلام في البيت #شوف_أونلاين من خلال توفيرالاستعدادات التقنية واللوجستية اللازمة لتأمين عروض ومسابقات الأفلام والفنون البصرية على المحامل الرقمية.

كذلك مؤخرا مهرجان ''مهرجان فريبورغ السينمائي الدولي'' الذي انتهت فعاليته يوم 28 مارس 2020 و تحصل فيه فيلم "ستموت في العشرين" للمخرج السوداني "أمجد أبو العلا" على الجائزة الكبرى.

سبّب هذا الفيروس خسائر كبرى في قطاع السينما من خلال توقف والغاء تصوير افلام في سنة 2020، كما تسبب في ايقاف طرح افلام جديدة في القاعات، هذه الخسائر التي لا يمكن الى الان تقديرها لارتباطها بانتهاء الفيروس.

اصبح السؤال المطروح الان كيف يمكن ان تتواصل صناعة السينما في ظل كل هذه الخسائر؟ سوف يجد صناع السينما السبل اللازمة لتجاوز الازمة و تدارك الخسائر على مستوى الانتاج و التوزيع. و ستعود السينما لبريقها تحتل القاعات من جديد.

وحتى نساهم كلّنا في دعم هذه الصناعة التي لطالما كانت هنا للترفيه، للتوعية ولخلق الفضاء البديل، أدعو كل محبي السينما في هذه المرحلة لمشاهدة الافلام من البيت على وعد ان نكون مصطفين لمشاهدتها مجددا في القاعات التي شُيّدت من أجلها.